جنة من جنان سوريا

من طرف بلاولاشي الإثنين ديسمبر 15, 2008 3:14 am

جنة من جنان سوريا

سوريا ذلك البلد القديم الذي يمتزج فيه الحاضر بالماضي والقديم بالحديث نظل دائما جاهلين بكل نواحيه ومدنه الصغيرة التي لا يكون لاسمها صدى في أرجاء الوطن العزيز ,ولكنها بالحقيقة جنة صغيرة على الأرض تحتاج إلى من يرعاها ويهتم بها واليوم سوف أحاول أن أسلط الضوء على إحدى هذه الجنات ألا وهي مدينة سلقين نبدأ بالتسمية ومن أين أتت ؟؟....

تختلف الروايات في أصل كلمة سلقين فالبعض وهو الرأي الأرجح ,يقولون أن اسم سلقين جاءت نسبة إلى الملك الروماني (سلوقس) الذي بناها كمصيف له كما بنى العديد من المدن الأخرى في المنطقة (اللاذقية وانطاكية )والبعض قال إنها جاءت من طبيعتها الجبلية وموقعها الجغرافي حيث تمتد بين جبلين وترى بيوتها تحاول الصعود إلى قمة الجبلين ومن هنا جاء اسمها الذي يعني باللغة السريانية الصاعدون .

ليس المهم أصل الاسم التاريخي وإنما المهم شهرة المدينة وميزاتها وسأحاول في هذه السطور تعريفكم على هذه المدينة الرائعة .

تقع مدينة سلقين في الزاوية الشمالية الغربية من سورية وعن بعد حوالي 80 كيلو متر عن مدينة حلب و45 كيلو متر عن مدينة ادلب وتمتلك إطلالة رائعة وخلابة على سهول اسكندر ون ونهر العاصي وتعتبر مركزا رئيسيا لكافة القرى المحيطة بها تجاريا وصناعيا ويبلغ عدد سكانها حوالي 40 الف نسمة وهم أناس مضيافين وكرماء ويتعاملون مع الضيوف والزائرين كأبناء بلدهم ( وأنا منهم طبعا

ومن ضمنهم أكثر من 80 بالمائة ممن تابعوا تعلمهم وحصلوا على شهادات متنوعة ومن كافة الاختصاصات ففيهم نسبة كبيرة من الأطباء والمهندسون والمحامون وأعداد هائلة من المعلمون .

وأول ما يقابل الزائر عند دخوله تلك المدينة أشجار الزيتون بخضرتها الدائمة وثمارها الرائعة ,فلا يخفى على احد جودة الزيت والزيتون السلقيني الذي امتلك شهرة عالمية وصلت إلى بلاد أوربا وأمريكا , ولا يخلو سوق من أسواق الزيتون في كافة المدن السورية وحتى العربية من عبارة (زيت أو زيتون سلقيني) بالإضافة إلى شهرتها بالخبز الفليفة السلقيني أيضا الذي لاقى قبولا ورواجا كبيرا في محافظة حلب ودمشق .

وبالنسبة للصناعة ففي سلقين العديد من المصانع المخصصة لعصر الزيتون وتعليب وفلترة الزيت لتصديره إلى أنحاء العالم .

وفي المجال السياحي تمتلك سلقين العديد من المقومات السياحية التي إن استغلت بشكل صحيح تجعلها من المدن المستعدة لاستقبال ألوف من الزوار سنويا , ولكن على الرغم من عدم الاستغلال الجيد لهذه المقومات سواء من قبل البلدية أو الأهالي يمكننا ملاحظة العديد من المقاصف والمطاعم التي تقدم خدمات سياحية جيدة وبأسعار مقبولة , هذا بالإضافة إلى وجود العديد من المعالم السياحية الشهيرة مثل ( مقبرة النصارى التي تعود إلى القرن السادس عشر ) . وما نلاحظه وبشكل واضح في سلقين امتزاج العراقة والقدم بالحداثة والتطور وخاصة في المجال العمراني حيث يوجد في سلقين العديد من الأحياء الجديدة التي تشابه إلى حد ما أحياء الفرقان والشهباء في حلب من حيث فخامة وجمال مبانيها وتنظيمها الرائع , هذا بالإضافة إلى وجود أحياء ما زالت تحتفظ بطابعها التاريخي وبنائها العمراني القديم الذي يشابه إلى حد ما أحياء دمشق القديمة ببيوتها العربية وضيق شوارعها .

وفي الختام أرجو إن تكون تلك السطور قدمت صورة واضحة عن مدينتي الغالية والعزيزة على قلبي . وحركت في نفوسكم رغبة زيارة هذه المدينة . فأهلا وسهلا بكم في مدينتي سلقين.