من روائع الفن الادلبي!!!......

من طرف TheBlackPhilosopher الأربعاء ديسمبر 10, 2008 10:30 pm

كنتُ قبل أيّام بالشام في ضيافة مسؤول كبير ( أكبر من مدير مدرسة ) ..وبغض النظر
عن سبب الضيافة ؛ وبلاما أحكي من دعا الآخر أنا ولا هو ..لأني لا أُحبّ الفشخره ..!!
المُهم .. بعد اللتّ والعجن ..وبعد النميمة التي لا بدّ منها ..وبعد أن شعر
إنني أنوي المغادرة لأني مستعجل ..سألني ببراءة الأطفال
المُعتادة : محمد ..شو نوع سيّارتك ..؟؟
لم أضحك كعادتي ..ولم أغضب ..ولكني أجبته ببرود مدروس : سيارتي جلد طبيعي بنعل ..!!
ضحك الرجل وقال تقصد سيارتك كندرتك ..يعني مافي عندك سيارة ( طبعاً بالنسبة له استنتاج عظيم ) ..
والدليل أنه أتبع كلامه بسؤال بريء آخر( بس مو براءة الديب من دم يوسف )
قال: طيّب كيف جيت لهون ..؟؟
ضحكتُ وقلت: بالسرفيس من حرستا ..!!
هبّ الرجل واقفاً ..ضغط على جرس ..دخل أحدهم ..
قال المسؤول : جهزوا سيّارتي منشان توصّل الاستاذ محمد وين ما بدّو ...؟؟
لن أُنكر قشعريرة النشوة التي أصابتني ..وأردتُ أن أرفض ..ولكنّ هوايَ وعشق التجربة ؛ خلّتني التط وأسكت ..!! أردتُ أن أركب سيارة فخمة وأجرّب شعور وإنت حدا سايق فيك بنمرة احم احم وتلتهم بشوارع الشام..!! ركبتُ السيارة ..أنا الآن تحت سيطرة الكُندشن تبع السيارة ..أبوك يا لشوب ..!! انا الآن أمتطي صهوة ( الغواصه ) ..أبوك
يا الفقر ..!! أنا الآن حركاتي داخل السيارة محسوبة عليّ ..أبوكِ يا الحريّة ..!!
انا الآن عبطلع باكيت الحمراءالقصيره ..تذكرتُ أن السائق يفكرني شخصية مهمّة ..أرجعتُ الباكيت إلى جيبتي بسرعة الملسوع ..وأخرجتُ سيجارة والباكيت جوّا الجيب ..وأكيد ما رح يعرف إنها حمراء ..وخلّيتْ الكتابة التي على السيجارة من جهة شبّاكي زيادة في الاحتياط ..!!
ها هي شوارع الشام ..وها هو ابو حسن ..!!..ها نحن وجهاً لوجه ..!! شوارعك الآن ترفع يدها وتحييني ..ليس لأني ابن ادلب..وليس لأني أغار عليها وكنت بدمشق بسببها .. وليس لأني أحبها ..فقط لأنني أركب سيارة فخمة ونمرة بتخوف ..!! ..
السائق طوال الطريق لم يجرؤ على سؤالي أو الحديث معي ..فقد رسمتُ الكشرة بإتقان ..!!
أردتُ أن أقول للسوّاق تَبعي ( قال صار سوّاقي قال ..!!): إنني مسخّم أكثر منّك ..بس لم يمنعي سوى الانجرار للتجربة حتى النهاية ..!!
ها أنا أسحب بالسيجارة نَفَسْ ورا نَفَسْ ..وكل شويّة السّوّاق تَبَعي ينظر بعينيه اتجاهي وبسرعة يبعدهما ..الرجل يريد أن يقول شيئاً ولكن الرهبة تمنعة ..لأنه كرّر عمليّة ( البصبصه وتجليخ النظر) كثيراً ..لدرجة إنني بدأتُ أشعر بالارتباك ..
فقلت لنفسي : اسحب لسان سوّاقك وخلّيه يحكي ..!! فقلتُ له بعد أن تنحنحتُ : فيه بعيونك حكي ؛ إحكي ..
قال : العفو يا استاذ ..بس إنت شامم متلي ريحة ( عسيس ) ؟؟ والعسيس لمن لا يعرفها هي أقرب لرائحة النار الكريهة نتيجة احتراق قطعة قماش أو خشبة أو بلاستك أو ..أو ..!! فقلتُ له وأنا نُصْ تكشيرة : لأ ..ماني شامم شي..!!
قال : غريبة يا أُستاذ ..مع إن الريحة قويّة ..معقول فيه شي يحترق بالسيارة ..؟؟
فقلتُ جازماً : لأ ..مافي ريحة من الأصل ..!! أصرّ السوّاق تَبَعي على رأيه وكل شويّة يحشر كلمة ( استاذ ) في الحكي ..!!
وفجأة صدمني بسؤاله : شو نوع دخانك يا استاذ ..؟؟
قلت بارتباك واضح : حمرا قصير ..!!
تهللت أسارير سوّاقي وضرب دركسيون السيارة بفرح ونشوة ,اخرج من جيبة قميصه باكيت دخّان روثمان ..أشعل سيجارة بعنجهيّة ..
وقال لي : الأخ من وين ؟؟ ..يا الهي ..اين كلمة الأستاذ ..؟؟ أكيد سقطت سهواً ..!!
قلتُ له : من ادلب..!!
ابتسامته قتلتني ..صار يسرع بالسيارة ..ويشتم آخرين بألفاظ إنتو
عارفينها ..!!
قال فجأة : بتعرف يا أخ ..إنو ريحةالعسيس إللي قبل شوي كانت من
سيجارتك ..!!
كان من المفترض أن يوصلني السوّاق تَبعي إلى كراج بولمان حرستا خارج المدينة ولكن ..عند الحميديه بالضبط ..وفي وسط الأزمة المروريّة قال بأدب مصطنع: شو رأيك تنزل هون أحسن إلك وإليْ ..إذا دخلت أنا بهالزحمه ؛ والله القرود ما بتطالعني ..!!
قلتُ له : ماشي ..صف ع اليمين ..!!
قال : لو تنزل هون هون أحسن ..!!
ونزلتُ وسط السيارات وكملتها بسرفيس لحرستا ..!!ويلعن هيك تجربة ..
أولها جَعْصة و آخرها غصة ****..!!

منقول.....